مطلوب  بناء استراتجيه فلسطينيه بعد العدوان الصهيوني الاخير على غزه

مطلوب  بناء استراتجيه فلسطينيه بعد العدوان الصهيوني الاخير على غزه

  • مطلوب  بناء استراتجيه فلسطينيه بعد العدوان الصهيوني الاخير على غزه

اخرى قبل 3 سنة

 

منتدى القوميين العرب / التحليل السياسي / قسم الدراسات الاستراتجيه

يكتبها المحامي علي ابوحبله

لماذا التمسك باوسلو ؟؟؟

مطلوب  بناء استراتجيه فلسطينيه بعد العدوان الصهيوني الاخير على غزه

من مزايا أوسلو لدى البعض من النخب أنها أفرزت  نخب سياسية واقتصادية تتباهى في استعراض امتيازاتها وثرائها تحت سماء احتلال استيطاني قاهر ومتغوّل. ولا بد من الإشارة إلى أن الطبقة الوسطى، في الضفة الغربية وقطاع غزة، تعي تمامًا أن استقرار وضعها المعيشي وأسلوب حياتها يرتبط على نحو مباشر وغير مباشر بوجود مؤسسات السلطتين (في الضفة والقطاع)، رغم أن غالبية السكان لا تزال عرضة للقمع والإرهاب والإذلال الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون المسلحون، ويعانون بسبب افتقارهم إلى العيش الكريم والمستقبل المهني بالإضافة إلى غياب الحل الوطني عن الأفق المرئي.

  ولا يزال التطهير الإثني بحق الفلسطينيين المقدسيين، سواء بالطرد أو سحب الرخص أو غيرها من الأساليب، مستمرًا بلا هوادة. ومخطط الضم وفرض الامر الواقع قائما وان اجلا او عاجلا  سيحول الضفة الغربيه إلى نظام عنصري ابرتهايد جديد يستنسخ فصوله من جنوب افريقيا

لقد هيأت هذه الظروف الوضعَ في مناطق السلطتين لحالة تفجر قابلة للاشتعال في أية لحظة. ولكن بما أن منظمة التحرير الفلسطينية والتنظيمات السياسية والقطاع الخاص ومعظم تشكيلات المجتمع المدني لم تحشد أو لم تستطع أن تحشد الجماهير لمواجهة الاحتلال، وقد لمسنا ذلك  في قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بالقدس عاصمه لإسرائيل وفرض السيادة على الجولان والحروب  المتتالية على غزه

 وغالبا ما تغلب على الهبات السمةُ المحلية والفردية وافتقارها   إلى قيادة ورؤية وطنية موحدة. لكن وبحقيقة الامر ان العدوان الصهيوني الاخير على القدس وغزه افرز واقع جديد ومعادله جديده يجب البناء عليها واستغلالها لكن الخلافات التي تعصف بواقعنا السياسي حالت لغاية الان من هذا الاستثمار وهذا السقف المتواضع من المطالب التي لا تتعدى تحسين الشروط المعيشيه وصفقة الاسرى وهو تقزيم حقيقي لواقع تغير فعلي في موازين الردع المستقبلي

 تراجعت مكانة القضية الفلسطينية عربيًا ودوليًا، وقد تفاقم هذا الوضع جراء الحروب الداخلية والخارجية التي يشهدها عدد من البلدان العربية. لكن بعد العدوان الاخير على القدس وغزه عادت لتتصدر الاولويات ودفعت ادارة بايدن للتحرك بتحرك الشارع الامريكي والغربي والعربي رفضا للعدوان والسياسه الصهيونيه

الثقافة تزدهر وتحتضن الهوية الوطنية

أضحى الشعب الفلسطيني اليوم بحاجه لرؤيه وطنيه واستراتيجية تعيد للفلسطيني ثقته بنفسه بعد ما تتحقق من نتائج بعد عدوان غزه يمكن البناء عليها

 أوسلو أفرغ القضية الفلسطينية من مفهومها السياسي وحول السلطه لمشروع توظيف ورواتب ومكاسب وتصريحات ووعود ليس إلا  بتنا  بلا دولة ذات سيادة وبلا وبلا . ومع ذلك، ما زلنا  نملك الوطنية الفلسطينية ونملك  حيوية متميزة، ويعود الفضل في ذلك إلى دور الحقل الثقافي في الحفاظ على الرواية الفلسطينية وإثرائها. إن دور الحقل الثقافي في الحفاظ على الرواية الفلسطينية والانتماء الوطني القومي، دورٌ قديم ومتواصل. ففي أعقاب إعلان دولة إسرائيل في 1948 وهزيمة النخب السياسية والحركة الوطنية آنذاك، حافظت الأقلية الفلسطينية في إسرائيل على هويتها الوطنية والقومية من خلال النشاط الثقافي ولا سيما في مجالات الشعر والقصة والرواية والمسرح ولاحقًا الغناء والسينما. لقد سجل الكاتب والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني هذا الدور المتميز مبكراً في كتابه "أدب المقاومة في فلسطين المحتلة 1948-1966" المنشور في بيروت عام 1968. ومن الشخصيات الأدبية الرئيسية  التي ساهمت في الحفاظ على الهوية الوطنية  وإثرائها الشاعر محمود درويش، والشاعر سميح القاسم، ورئيس بلدية الناصرة والشاعر توفيق زيَّاد، والكاتب إميل حبيبي، كما يتجلى في أعماله كرواية المتشائل وأيضًا في صحيفة الاتحاد ذات التوجه الشيوعي التي شارك في إنشائها. وحين أبقت إسرائيل مواطنيها الفلسطينيين تحت الحكم العسكري في عقدي الخمسينات والستينات، ساهمت الأعمال الأدبية والثقافية والفنية في تعزيز وحماية الهوية والرواية الوطنية الفلسطينية (والعربية)، حيث وصلت هذه الأعمال إلى جميع أنحاء العالم العربي وما وراءه، وساهمت، وما زالت، في إرساء صلات ثقافية جامعة  بين  مكونات الكل الفلسطيني وفضائه العربي.

لقد كان لفلسطيني 1948، كما درَجَ الخطاب الفلسطيني على تسميتهم، دورٌ متميزٌ في تعريف "الخارج" الفلسطيني والعربي بآليات ومحددات السياسة الإسرائيلية وتأثير الأيديولوجية الصهيونية في هذه السياسة. وساهم في هذا التعريف التحاقُ عددٍ من الباحثين والمثقفين الفلسطينيين من الأرض المحتلة عام 1948 بمراكز البحث الفلسطينية والعربية في بيروت ودمشق وغيرهما.

ومنذئذ، ظل العامل  الثقافي يوفر للفلسطينيين إمكانيات أرحب من الحقل السياسي، ولا سيما في أوقات الأزمات، للتواصل وبناء الأطر والنشاطات المشتركة الخارقة لحدود الجغرافيا السياسية في أجناس ثقافية عديدة تشمل الرواية والقصة والشعر والسينما والمسرح والفن التشكيلي والغناء والرقص الشعبي والفنون المعمارية، بالإضافة إلى الإنتاج الفكري بأنواعه من إبداعات كتاب ومخرجين وفنانين معروفين عالميًا ومواهب فتية من غزة والضفة الغربية. وتنتقل هذه الأعمال عبر وسائل عديدة منها وسائل التواصل الاجتماعي، ممّا يعزز الروابط بين الفلسطينيين أنفسهم وبينهم وبين أشقائهم العرب ويعزز تفاعلاتهم العابرة للحدود الوطنية.

حيوية الوطنية الفلسطينية تتغذى من الرواية التاريخية الفلسطينية بفصولها المتعاقبة والمتتالية ومن التجربة الحياتية، بيومياتها المعاشة في تجمعات الشعب الفلسطيني التي تقاسي الاستثناء والاحتلال والتمييز والنفي والحرب. ولعل هذه الحيوية هو ما يفسر محرك اندفاع الفتية والشبيبة، ذكورًا وإناثا، في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ونسبة كبيرة منهم ولدوا بعد اتفاق أوسلو عام 1993، وفي مناطق 1948، في مواجهات مع الجنود والمستوطنين الإسرائيليين. ولعله يفسر أيضًا الجموع الغفيرة التي تشارك في تشييع جثامين الشهداء وفي التبرع لإعادة بناء بيوت أسر الشهداء التي تهدمها إسرائيل كعقاب جماعي خلال هبة الغضب الشبابية الحالية. وهذه الثقافه الوطنيه اثبتت نفسها وهويتها بتكامل الادوار بعدوان الكيان الصهيوني الاخير على القدس وغزه ما حدث في اراضي ٤٨ هو ثوره حقيقيه كانت على الاحتلال وهي بمثابة الصدمه ضد الاحتلال

إن إبراز أهمية العمل الثقافي ودوره الحيوي وما تحقق من وحدة شعبنا الفلسطيني في مواجهة الاحتلال بات يتطلب ضرورة إعادة بناء المنظومة  السياسيه على نهج وإطار وطني  يقوم  على أسس تمثيلية وديمقراطية جديدة. وعلينا أن نتعلم من النقائص والقصور التي شابت حقبة اوسلو وأن نتجاوزها ونتوقف عن إضاعة الجهد والوقت والموارد في ترميم المنظومة السياسية واستنهاض العمل بمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية

وعلينا أن نحمي ثقافتنا الوطنية من المفاهيم والمقاربات التي تستعبد العقل، وتشل التفكير والإرادة، وتربي التزمت، وتقدس الجهل، وتعلي شأن الخرافة والأسطورة. وينبغي لنا أن نتشبث بقيم التحرر الوطني، السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبقيم الحرية والمساواة والعدالة.

 

بعد ما تحقق من نتائج غيرت حقيقة في نظرية الردع الصهيوني بتنا  بحاجة إلى فهم جديد للعمل السياسي مغايرٍ تمامًا لما هو سائد. ويمكن لمح مؤشرات أولية عن الفهم الجديد المطلوب في ثنايا اللغة الآخذة في التبلور بين القوى الشبابية وفي العلاقة بين القوى السياسية الفلسطينية داخل الخط الأخضر. وهي لغة تشير إلى تعمق الوعي باستحالة التعايش مع الصهيونية كأيديولوجية عنصرية وكنظام استيطاني عنصري ينكر ويجرّم الرواية التاريخية الفلسطينية.

في صلب الوعي السياسي الناشئ تكمن ضرورة مشاركة التجمعات الفلسطينية، كحقٍ وواجب، في مناقشة السياسات الوطنية وصياغتها وإقرارها للكل الفلسطيني. ومن الضرورة بمكان أيضًا أن ندرك حقَّ كل تجمع منفرد في تقرير إستراتيجيته إزاء القضايا الخاصة به، وفي المشاركة في تقرير مصير مجمل الشعب الفلسطيني.

ولأن بناء حركة سياسية جديدة لن يكون أمرا سهلا نتيجة نمو مصالح فئوية، وبسبب الخشية من ممارسة الديمقراطية (كإجراءات وقيم)، فمن الضرورة بمكان أن نشجع المبادرات على صعيد كل تجمع لتشكيل أطر قيادية محلية - بمشاركة أوسع عدد ممكن من القوى وأفراد المجتمع ومؤسساته -

التعليقات على خبر: مطلوب  بناء استراتجيه فلسطينيه بعد العدوان الصهيوني الاخير على غزه

حمل التطبيق الأن